تسارع التقدم في العلاقات بين تركيا و المملكة العربية السعودية

acceleration-of-progress-in-relations-between-turkey-and-saudi-arabia — تسارع التقدم في العلاقات بين تركيا و المملكة العربية السعودية

Date 7/4/2022 6:32:25 AM

تسارع التقدم في العلاقات بين تركيا و المملكة العربية السعودية

تعتبر تركيا والمملكة العربية السعودية أهم دولتين اقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط
وقد ساهمت العلاقة الطيبة بين باقي دول الخليج و تركيا الى دفع المملكة للتحرك أسرع لتحسين هذه العلاقة، حيث من المتوقع أن ينتهي "الحظر غير الرسمي" المفرض على البضائع التركية في السعودية بعد زيارة الرئيس أردوغان للمملكة العربية السعودية
وفي عام 2021 الماضي جرى اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في إطار قمة مجموعة العشرين.
وكان الاتصال أول تواصل رفيع المستوى بين البلدين بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ مدة طويلة.

وكانت العلاقات التركية السعودية تسير على نحو جيد قبل المقاطعه ولكن تبني كلتا الدولتين مواقف مختلفة بخصوص ثورات الربيع العربي ادى إلى تراجع كبير في العلاقات بينهما.
لكن ماحصل في العام الماضي هو انخفاض في حدة التوتر ومساعي من الطرفين للارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين ، وسعيهما لتطورات جديدة على الصعيدين الإقليمي والدولي خلال الفترة الأخيرة، الذي ادى الى دفع الدولتين إلى التقارب مجدداً.
ومن الاسباب التي شجعت على اعادة العلاقات هي المشاكل الاقتصادية، والتنافس الاقتصادي بين الدول الإقليمية.
حيث كانت الولايات المتحدة الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين هي الداعم الاول لأمن منطقة الخليج وذلك بسبب رغبتها في السيطرة على ابار النفط ومصادر الطاقة في العالم اما بالنسبة لدول الخليج والمملكة بالذات فكان مايهمها هو ضمان استقرار أنظمته ووحدة أراضيه.
لكن بعد ظهور ثورة الغاز الصخري اختلف توجه الولايات المتحدة وتركيز على تطويق الصين ،هذا التحول الكبير تسبب باضعاف في ضمانات الأمن الذي كانت تكفله الولايات المتحدة لمنطقة الخليج.

بالاضافه الى ذلك فان التهديدات التي واجهة المنطقه بعد حرب اليمن وتدخلات إيران التي تهدد امن دول الخليج بصورة عامة والرغبة بالحفاظ على المنطقة، كانت هي أهم الأسباب التي دفعت المملكة للتحرك والبحث عن بدائل أمنية.
وخلال تلك المرحلة بدأت المملكة العربية السعودية التوجه إلى دول اسيوية جديدة لم تتعاون معها سابقا مثل الصين وروسيا من جهة، ومن جهه اخرى بدات تسعى لسد الفراغ الأمني الذي خلفته الاولايات الامريكية المتحدة في المنطقة عبر تأسيس علاقات أقرب مع الدول الإقليمية
وأدت مبادرة الحزام والطريق التي أعلنتها الصين عام 2013 والممرات الاقتصادية الناتجة عن المبادرة، إلى تقارب حقيقي بين الدولتين .
وبالطبع فإن مشاركة تركيا في الممر الأوسط بالمبادرة تؤثر تأثيراً هاماً على مستوى العلاقات مع المملكة . حيث من المخطط ان يتم إنشاء خط واصل من الخليج إلى أوروبا يمر من خلال تركيا شبيها بخط سكة حديد برلين-بغداد الذي كان قائماً بالقرن التاسع عشر.
ويجعل هذا الخط تركيا شريكاً مهما للسعودية التي تبدي اهتماماً فائقاً بالمبادرة الصينية. ولعل وجود بدائل لدى تركيا تتمثل في خط إسلام آباد- طهران- إسطنبول، يشجع السعودية أكثر على التعاون الوثيق مع تركيا. إذ أنها ترغب في لعب دور فعال في المبادرة ولا تريد إضاعة الفرصة.
مع أن دول الخليج كانت تهدف منذ سنوات طويلة إلى التكامل الاقتصادي فيما بينها في إطار مجلس التعاون الخليجي، ولكن هيمنة قطر والإمارات على حصة كبيرة من اقتصاد المنطقة عبر العلاقات الطيبة مع تركيا دفع المملكة للتحرك أسرع لتحسين العلاقات مع تركيا .

ماهي مكاسب تركيا من اعادة العلاقات بين البلدين؟

ان من اهم مكاسب الدولة التركية هو المساهمة في رفع مستوى الصادرات، وتغلبها على الصعوبات التي يواجهها اقتصادها.
ومن المتوقع أن ينتهي "الحظر غير الرسمي" المفرض على البضائع التركية في السعودية عقب الزيارة المرتقبة للرئيس أردوغان، ومن ثم ستواصل الشركات التركية أعمالها في السعودية من حيث توقفت.
من المعروف جيدا أن دول الخليج ماهرة في استخدام البترو-دولار كأداة مؤثرة لنشر نفوذها في المنطقة. كما يمكنها أن تكون صاحبة تأثير في سياسات بعض دول المنطقة من خلال الاستثمارات. ولعل مصر وباكستان والبحرين ولبنان من الأمثلة البارزة على ذلك.
ورغم الاختلاف في المواقف السياسية بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية إلا أن ضعف الضمانات الأمنية الأمريكية لمنطقة الخليج، والعائدات التي ستحققها تركيا من مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتنافس الاقتصادي ، قد شجع كل من تركيا والسعودية على اعادة التفكير بالتعاون من جديد فيما بينهما لمصلحة بلديهما .

ان اهم المجالات التي سيتم التعاون بها هي المجالات الاقتصادية

‎بعد إعلان الرئيس أردوغان زيارة السعودية وتوارد الأخبار عن تحسن اقتصادي بين البلدين.
‎فقد صرح مجلس الغرف التجارية السعودية عن ارتفاع واردات المملكة من تركيا، خلال الفترة القريبة المقبلة، في إشارة الى تحسن العلاقات بين البلدين.
‎وأوضحت المصادر أن استيراد السلع التركية سيعود إلى طبيعته بشكل متسارع، بمجرد الإعلان رسميا عن عودة العلاقات لطبيعتها. كما سيتم فتح افاق التعاون في الاستثمار بين البلدين

‎ وحسب التصريح اعلاه لا تزال السلع التركية متوفرة في السوق المحلية.
‎وأشارت المصادر إلى أن واردات المملكة من تركيا بنسبة 2.8 بالمئة خلال أول شهرين من 2022، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودي.
‎وبلغت قيمة الواردات في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الماضيين، 71.3 مليون ريال (19 مليون دولار) مقابل 69.4 مليون ريال (18.5 مليون دولار) في الفترة المناظرة من 2021. وبالطبع فان مجال الاستثمار سيشمل الاستثمار العقاري والذي يشكل نسبة كبيرة من الاستثمار في تركيا وهذا ماسيجعل ازدهار هذا المجال بتسارع لذا تنصح شركتنا زبائنها لاغتنام الفرصة قبل زيادة الاسعار

يمكنكم الاطلاع على المشاريع وشقق المتاحة للبيع في اسطنبول :-